الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
مُصحف فاطمة أول مُصَنَّف في الإسلام
يُعتبر مصحف السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أول مصنف في الإسلام، حيث أن الزهراء ( عليها السلام ) توفيت في الثالث من شهر جمادى الأولى عام 11 هجري [1] ، و لم يكتب قبل هذا التاريخ كتاب في عصر الإسلام.
و مصحف فاطمة ( عليها السلام ) إنما هو مجموع حديث جبرائيل الأمين لفاطمة ( عليها السلام ) فهو وحي غير معجز كالحديث القدسي [2] و الحديث النبوي.
و لا غرابة في ذلك إذ أن الزهراء ( عليها السلام ) كانت محدَّثة، و ليست الزهراء هي الوحيدة التي حدّثتها الملائكة، فقد كانت مريم بنت عمران ( عليها السلام ) محدّثة، كما كانت أم موسى بن عمران ( عليه السَّلام ) محدّثة، و سارة زوجة النبي إبراهيم ( عليه السَّلام ) أيضاً كانت محدّثة ، و قد رأت الملائكة فبشروها بإسحاق و يعقوب.
نعم لا غرابة في أن تكون فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) محدَّثة، و ذلك لأن الحديث مع الملائكة رغم أهميته و عظمته فهو ليس من علامات النبوة و خصائصها ـ كما قد يتصور البعض ـ، فمن ذكرناهن لسن من جملة الأنبياء كما هو واضح، لكن الملائكة تحدثت إليهن، و إلى هذا يشير محمد بن أبي بكر قائلاً:
إن مريم لم تكن نبية و كانت محدّثة، و أم موسى بن عمران كانت محدّثة و لم تكن نبية، و سارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تكن نبية، و فاطمة بنت رسول الله ( عليها السلام ) كانت محدّثة و لم تكن نبية" [3] .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أنظر : دائرة المعارف الحسينية / معجم المصنفات: 1 / 19.
[2] قال الشيخ جعفر السبحاني: الحديث القدسي هو كلام الله المنزل ـ لا على وجه الإعجاز ـ الذي حكاه أحد الأنبياء أو أحد الأوصياء، مثل ما رُوي أن الله تعالى قال: "الصوم لي وأنا اُجزي به"، راجع: أصول الحديث و أحكامه في علم الدراية: 20.
[3] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 39 / 55 و 39 / 79 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .