امبراطورية الخيام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ان لم تضف أنت شيء للدنيا تكن أنت زائد عليها
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قربان القلم للشاعر:عمر طرافي البوسعادي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mourad




المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 31/01/2009

قربان القلم للشاعر:عمر طرافي البوسعادي Empty
مُساهمةموضوع: قربان القلم للشاعر:عمر طرافي البوسعادي   قربان القلم للشاعر:عمر طرافي البوسعادي Emptyالسبت يناير 31, 2009 1:51 pm

جيل تعفر بالخضابْ
سكن اليبابَ وأمنهُ بالأمس إرهاب الغسقْ
أذنَ العِشاء وكنت في عمر الزهور
ـ أبتي سأذهب للصلاة
ـ كلا بنيّ فوابل الرشاش يمطر في السطوح
وفي السفوح وفي الوهاد و في الشفق
أد المناسك يا بني بجحر بيتك يا صغيرْْْْْ
وارفع أكفا ضارعات بالبكا
واسبل دموع الطفل إن لوقعها عند الإله إجابة
عجز الكبير بذنبه إحلالها
ـ أو يقبل الرب الرحيم إذا دعوتُ الغيث ينزلُ للعبادْ ؟
أيغيثنا غيثا همتْ رحماته استتباب أمن للبلادْ ؟
فترقرقت ـ كيما يقول بلوعة ـ عينا أبي
ـ الدعوة البيضاء من قلب قشيب لا تـُردْ
وبأدمع حرّى سألتُ الله إشراق الشموس على المرابع والفلق
ثم انصرفتُ لمهجعي
والخوف دثر أضلعي
لكنني بعد التقلب والقلقْ
نامت جفوني مثل كلّ براءةٍ نحو الحلـُمْ
وهناك في بحر الرؤى
قد أورقتْ أشجار أرضي بعد يُبس في الخريفْ
واخضوضر الزيتونُ و الليمونُ أوراقا يُبللها الندى
والشمس صفـّدت المُروِّع بالعدى
شاع الهدى ... شاع الهدى
وككل طفل يحلم القوس الملوّن لعبة للزحلقه
ألقيت من أعلاه نفسي ضاحكا
لكنّ دفء الحلم أبردهُ الجنون .
قد طوّق الجند الملثم بيتنا
طلقات بارود تدوى ـ ويح نفسي ـ جاءني الكبش المقرن للممات
وسمعتُ تحت غطائيَ الملفوف بي هينومَ مجهول أتى
فرفعت عن عيني الستائر كي أرى
ماذا ترى ؟
وطواط في حجم الجبال مدججا حمل السلاح
ـ أين الفتى ؟ هيا أجيبي أيها الأم الرؤوم
ـ ماذا تروم ؟
ولدي حبيبي ما تلوث من دماء الأبرياء
ما تهمته ؟
ـ قد صاحب المشبوه نخشى أن يكون مدنسا
سألوا أبي سألوا بغيظ خالتي :
ـ أين الشقي ؟
كان الشقي شقيقيَ المطلوب في أقصى الدجى
هو ما أساء لنملة والإثم مدعاة الظنون
قبضوا عليه و أرسفوه وأوثقوهْ و أنطقوه
ساقوه حيث تدار أقبية السجونْ
لكنهم علموا بأنه لايخون فأطلقوهْ
من بعد ولولةٍ لأمي حدّ بجس الطقطقه
يا بؤسها يا دمعها كادت تغادر نفسها
والوالد المسكين كم قاسى العذاب لفقده
تلك الأماسي لا تزول
أمثالها الآلاف في كل المداشر و القرى
ولئنّ رؤياي انجلت
بدعاء أيام خلت
ها أ ُخمدتْ.. ها أخمدت..
جمراتُ أشجار الغضا
يالسنينْ
وشهور نيران اللظى
قد أحرقوا أفنانها
فنن الأفونْ
لكنها في جيلنا لن تمّحي
ضاعت طفولتنا البريئة في دهاليز الظلام
وتجرّعتْ من آه أسقام الجذامْ
ولربما وجد الشباب عزاءهم بعد اللهبْ
كلا ورب محمد إن الشبيبة في سراديب المتاهة والغضب
ياللعجب
كم قدم الجيل البئيس إتاوة العمر النفيس حياته
اختار قربان القلمْ
هو يدرك الأخطار والإنذار يوم خروجه
هو يدرك الآمال قد ضؤلت لأن زماننا بعلوجه
لكنه يأبى الحقيقة في الحجى
أتراه يلقى لقمة العيش السعيدْ ؟
يا طالب العلم الكسيف كفاك أوهاما تـُصاد كخاطر يهوى الفرارْ
لا من قرارْ
إن الشهادات التي قد توجوك بها خرافات السكونْ
سحروك ياابن الأكرمينْ
في عصرنا
في أرضنا
العلم أضيق ما يكونْ
و الجهل أفسح ما يكونْ
والمال لا يجبى بتعليم الفنونْ
خدعوك ياابن الأكرمينْ
لما أقمت الحفل في قلل المرحْ
كل المرايا الماثلات تكسرتْ
هذا الجواب ولا تسلْ
رفـْض الحقيقة من مراسيم الفرحْ
ياابن الترحْ
لما ابتغيت الرزق من سبل الحلال أتيتهُ
أبـَتْ الرشى
وأصرّت الحيات رشف قداحها
فمججتها...
وقفلتَ كالطفل اليتيم يجرجر الأسمال في طـَفـَل الغروبْ
وتخذتَ من وسن الرقاد على المظنـّة موئلا
أهي السبيل إلى الهروب ؟
ـ كلا ولكن أهون الشرّين يا من قد فقهت مسائلي
أنا في الخلال وفي النضال وفي الجبال وفي التلال
كجوزة هندية في قلبها يقق الحليبْ
كل الأنام بلسـْـنهم ذاقوه قالوا طعمه طعم عجيبْ
أنا لن أدنس قلبي الرقراق من نور اللجين على الهوى بالأخبثينْ
أنا في عروقي مهجة تسري بشريان الشرفْ
أنا من سلالات السلفْ
أو هكذا قال المجيب وفي شفاهه إرتعاشات المديح
الحال حال العالم المتعلم المستعلم الموءود في وحل القبورْ
والجاهلون المارقون الزائفون العابثون على الأرائك في القصورْ
الحاقدون الناقمون السافلون الماجنون المدمنون على الحشيشة والفجورْ
إني كفرتُ بكل عشـّاق الكلامْ
أوَ يسخر المستعجمون على كليم الضاد من شعبي البئيس ويضحكون ؟
أ تسّفـــه الشعب الأبيّ يمامة تلقي الخـُطبْ ؟
كلا فهذا لن يكونْ
لكنه ـ وا كرب نفسي ـ واقع مرّ أليمْ
تلك السياسة من أباطيل الخرابْ
تهوى الهوى
حملت من الساسات بعد زواجها بهم الفيافي و السرابْ
وتمخضت سدرا تزمله الإبــرْ
أتراه كيف ستخرج الأشواك من سَوء السبيل ؟ ؟
يا سيدي أكثرتَ من عتب الملام فمن تكون ْ ؟
أنا من أكون ؟
فردٌ سحيق من عوام الناس ياابن سؤالها
أتخالني في عالم الكتمان أشبهُ مُخبرا ؟
كلا فهذا لا يكونْ
يا سائلي إن كنت تجهلني إليك هويتي :
أمي الجزائر أرضعتني في صباي نفمبرا
وأبي ابن باديس الإمام بنهجه سار الورى
سرّا وجود السوسن المنثور في كل الذرا
يا سائلي قد بحتُ بالسرّ الدفين ْ
أشهرتُ آلاء الحنينْ
ودرجتُ في بوح المعارج أرتقي قمم المدى
نبضي الأنين
يجتاحني ينتابني يرتابني فوق الظنونْ
شكواه تسري في الأثيرْ
صاخ القمرْ
ثم استدار ببسمة الأمل النضير مراسلا
أرض الشهادة يا سميري أوشك الفلق النديّ ضياءها
صبرا جميلا يا سميــــرْ
...
انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قربان القلم للشاعر:عمر طرافي البوسعادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
امبراطورية الخيام :: القسم الابداع الأدبي :: منتدى المقالات الأدبية-
انتقل الى: